فاتورة خسائر الفيضانات في إسبانيا تقدر بنحو 11 مليار دولار

فاتورة خسائر الفيضانات في إسبانيا تقدر بنحو 11 مليار دولار
فيضانات إسبانيا

تواجه إسبانيا واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخها، حيث تسببت الفيضانات الأكثر فتكًا منذ جيل في تدمير جزء كبير من الاقتصاد الوطني، مع آثار سلبية قد تكون مكلفة للغاية، وأسفرت الكارثة، التي وقعت الأسبوع الماضي، عن مقتل 219 شخصا، وتدمير المباني، وجرف السيارات، وإغراق الحقول، فضلاً عن تدمير البنية التحتية للنقل والطاقة في منطقة فالنسيا الشرقية الغنية.

تقديرات فلكية للخسائر

وصرح ميرنشو ديل فالي شان، رئيس اتحاد شركات التأمين الإسبانية (UNESPA)، بأن إسبانيا تواجه الآن "أكبر كارثة في تاريخها"، فيما نوه رئيس غرفة التجارة في فالنسيا، خوسيه فيسنتي موراتا، إلى أن التكاليف المطلوبة لتجاوز المحنة ستتخطى 10 مليارات يورو (حوالي 11 مليار دولار) وفقا لقناة TVE العامة.

دعم الحكومة والتعويضات

تواجه الحكومة الإسبانية، إلى جانب حكومة إقليم فالنسيا، ضغوطًا شديدة على مواردها المالية، وقد أعلن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز عن مجموعة من التدابير بقيمة 10.6 مليار يورو تهدف إلى حماية وإعادة تنشيط اقتصاد فالنسيا، وتشمل هذه التدابير تعويضات ومساعدات للشركات الصغيرة والمتوسطة، والإعفاء الضريبي، وتأجيل سداد القروض والرهون العقارية.

تداعيات على الزراعة والصناعة

وتأثرت نحو 4500 شركة في الطوابق الأرضية للمباني المغمورة بالطين والمياه، كما تضررت مراكز التسوق والمناطق الصناعية، مما أدى إلى فقدان شركات النقل شاحناتها، وكان للفيضانات تأثير خطير على الزراعة في فالنسيا، حيث تضررت 50 ألف هكتار (حوالي 123500 فدان) من المحاصيل، ويعتقد أن تكاليف التأمين الزراعي قد تصل إلى 150 مليون يورو، مع وصف النقابات العمالية للخسائر بأنها "كارثية".

معالجة التعويضات

تعتمد شركات التأمين الإسبانية على صندوق مشترك يديره هيئة التأمين الاجتماعي، مما يساعد في تقاسم التكاليف في حالة الكوارث الطبيعية، وبفضل هذا النظام، يمكن معالجة التعويضات بشكل فعال، حيث قدم أكثر من 72 ألف طلب تعويض حتى الآن.

وتضاعف عدد الكوارث تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030، وفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث.

في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية